الجريمة مقنعة والأسباب تافهة

474

 

كتبت/ أمانى الرجوانى

أرواح تزهق كل يوم وكأن الدماء صارت لاحرمة لها أو أن رائحة العنف أصبحت مطلبا وإدمانا لدى الكثير من الناس وهو ما نشاهدة فى تصرفاتهم اليومية من قطع للطرق وخروج للعائلات ثائرة على بعضها بالأسلحة لتكون النتيجة سقوط الضحايا من الطرفين لأسباب تافهه لم تكن تستدعى العراك من الأساس ، وما أشبة اليوم بالبارحة فى عدم أخذ العبرة من التاريخ الذى يعيدنا لأكثر من أربعون عاما على أحداث الزاوية الحمراء فى عهد الرئيس السادات والتى اقامت الدنيا ولم تقعدا بعدما أودت بحياة مصريين أبرياء أنقادوا وراء سببا تافه وهو «تنقيط غسيل أم محمد على غسيل أم مينا» كما وصفها السادات والأن تتكرر الأحداث والجرائم لأسباب تافهه غير المعللة فيما بين الناس فى الشوارع والمواصلات وبين الأسر والعائلات بكل محافظات مصر لأتفة الأسباب بتنا نسمع ونقرأ عن حالات عجيبة ومنها أب يقتل أبنة أو العكس وكذلك من يقتل أسرتة كاملة ومن يقتل أخوة ومن يذبح أمة أو أبنة ومن يقتل صديقة ومن يقتلون جارتهم ومن يروحون ضحايا فى عراك فجأة وكلها أسباب تافهة تكون نتيجتها سيلا من الدماء .
الأمر الذى يجعلنا أمام ظاهرة نسميها «الجريمة المقنعة و الأسباب التافهة »وهى للأسف فى تزايد ولابد من الوقوف على أسبابها وسبل التخلص منها مبكرا قبل أن تستفحل وتهدد البلاد وتهدد حياة الأمنون .

 

رأى علم الإجتماع

 

تقول الدكتورة سامية الساعاتى أستاذ علم الإجتماع بعين شمس  ل «كايرو7»أن ظاهرة إنتشار الجرائم لأسباب تافهه تتعلق بشكل مباشر بعدة أسباب وعوامل مترابطة منها النفسى والإجتماعى وغيرها من العوامل الأخرى المتمثلة فى الضغوط السياسية التى مرت بها البلاد منذ أحداث 25 يناير حتى ثورة 30 يوليو ، وأشارت الساعاتى إلى أن التنشئة تعد من أهم العوامل التى لها بعد نفسى وإجتماعى على الأفراد داخل المجتمعات أو البيئة التى تربوا فيها وهذا هو البعد الأهم فى حدوث موروثات تراكمية لدى الافراد تجعلهم يقبلون على القتل والعنف عندما يتربون فى أسر تشجعهم على العنف وتحرض الأطفال منذ النشأة على أخذ ثأرة من أخية أو صديقة فى المدرسة أو جارة الذى يلعب معة مثل قول الأم او الأب لطفلهم «أضربة زى ما ضربك » أو أشتم فلان أو أى من الموروثات الهمجية المتداولة داخل معظم البيوت المصرية وعند بداية هذة النسشأة يصبح الأفراد جاهزين للعداء مع الأخرين حتى وإن كانوا ليسوا على ثواب وذلك يرجع إلى أنة أعتاد على أن يأخذ حقة بيدة أو بالسباب والشتائم وهومايوصلنا فى النهاية الى حدوث العنف والجرائم لأتفة الأسباب من قبل هؤلاء مع تزايد حدة ووتيرة الجريمة والعنف شيئا فشيئا إلى أن أصبحنا نسمع ونرى كل يوم فى صفحات الجرائد فلان قتل فلان وان عائلة كذا تشاجرت مع عائلة كذا سقط على اثرها 5 ضحايا أو أكثر وهذا هو البعد الإجتماعى .
أما بخصوص البعد النفسى تقول د. سامية الساعاتى يكون بالسباب والشتائم المستمر بالألفاظ النابية داخل المجتمعات وفى هذة اللحظات يمثل الكلام فى حد ذاتة جريمة يتغذى عليها الفرد ويصبح نتاجها أن يسعى الفرد لأن يأخذبثأرة أو حقة بيدة ليطبق النصائح الخاطئة والمحرضة على العنف التى سمعها طوال فترة طفولتة أو مراهقتة من والدية أو أسرتة مثل جملة «اللى يرشك بالمية رشة بالدم »معتقدين أنهم يزرعون بداخلة الجراءة أو اخذ حقة بيدة وهم فى الحقيقة يغرسون داخلة حب العنف والجريمة لأتفة الأسباب ويسمعونة سيرة الدماء وكأنها شىء رخيص لاحرمة ولاقيمة لة مما يجعلة يصل الى اللحظة الحاسمة فى حياتة والتى تستدعى منة ممارسة هذا العنف فى وقت غضب شديد أو ضغط زائد علية دون تروى أو تفكير منة أو تسامح وذلك لأن العدوان جاهز بداخلة ولا ينقصة الا ان يحمل سلاحا ليفاجىء خصمة بالقتل أو ماشابة ذلك من العدوان ويحدث وقتها القتل لأي سبب تافة .
وتضيف د. الساعاتى أن هناك أسباب أخرى لهذة الجرائم تأتى فيما بعد التنشئة الإجتماعية والعوامل النفسية المترتبة عليها وهى غياب القانون أو قيم الدين مما يجعل الناس تلجأ إلى أن تأخذ حقها بيدها لما تظنة انه حق وقد يكون باطلا لدرجة أن من يقتل الأن يظن أنة يأخذ حقة أو يرد ظلم عنة أو أنة أضطر أو ماشابة ذلك من حجج التبرير للقتل وتعليل أسبابة وكذلك تزايد أيادى المخربين والذين يحاولون تقسيم المجتمع لإثارة الإحتقان بين المصريين من أعدائنا الذين يندسون بين المجتمع ويحاولون تشجيع هذا العنف وتدنى الإخلاقيات ويدعمون ذلك وهو مايجعل الأجيال القادمة تنسى شىء أسمة قيم وأخلاق ولا تفكر ألا فى العنف .
وأؤكد أننا فى حاجة ماسة للتخلص من هذة الظاهرة الأن قبل أن يقتل بعضنا الأخر دون أسباب حقيقية تستدعى القتل من الأساس وهذا لن يحدث الا بعودة الأخلاق والقيم منذ النشأة الأولى وتكثيف حملات التوعية وتجريم إراقة الدماء وإن كان الأمر يحتاج إلى سنوات طويلة علينا أن نبدأ الأن .

 

رأى علم النفس

 

ويرى الدكتور السيد أحمد قطب استاذ الأمراض النفسية والعقلية بمستشفى الأمراض العقلية بالعباسية  لكايرو 7  أن هناك عوامل مهمة لابد ان يعيها الفرد فى المجتمع كى يتمكن من النجاة من المعوقات التى تواجهه والتى قد تؤثر على سلوكة الإجتماعى والنفسى وقد تؤدى بة بة إلى طريق التخلف العقلى والتحول من الأدمية التى خلقة الله عليها إلى «العتة » ومحاكاة الغرائز الحيوانية التى قد تصل الى حد قتل النفس وقتل الأسرة كما نسمع ونقرأ بالصحف بين الحين والأخر عن أب قتل أسرتة كلها بسبب خسارتة فى البورصة أو أب يذبح أبنة لأنة مريض بكهرباء فى المخ أو من يقتل شقيقة بسبب الإرث وغيرة من المشاكل التى تحتاج منة العقل والأدمية فى حلولها وتقديم بدائل لها كى تذوب وتتفكك بعيدا عن العنف ولكن للأسف كثير من الناس يلجأون إلى العنف فى البداية غير مدركين عواقبة التى قد تؤدى الى إزهاق الأرواح واصابة الطرف الجانى بخلل زهنى يجعلة يندم طوال عمرة على مت أرتكب من فعلة نكراء وكما نرى فى حياتنا اليومية الناس كلها تتبادل الشتائم الا من رحم الله وكلة يهوى الشتائم والسباب بألفاظ نابية تصيب من يسمعها بالأذى فما بال من يشحن ويهيج ويتبادل الشتائم مع الطرف الأخر فلاتوجد غرابة وقتها ان ينتهى الأمر بينهم بالقتل أو عاهة أو ماشابة ذلك من الكوارث .

 

رأى القانون

 

أكد الدكتورصابر رفاعى الخبير بالقانون الجنائى لكايرو 7 أن الدولة فى طريقة الحقيقى الأن من أجل القضاء على معظم الجرائم الإجتماعية نظرا لحربها الأن على مايقدم من إسفاف بما يسمون مؤدى المهرجانات والتمثيل الذى يقوم على تجسيد البطل كمجرم او بلطجى ويتعامل بالأسلحة وهى ظواهر فى غاية الخطورة فى تأثيرها على النشأ والمراهقين لأ ن عقولهم غير مكتملة فقد يرون البطل بلطجى ويعتقدون أن هذا هو السبيل للشهرة أو البطولة فى المجتمع وهو ماحدث فعليا ورأينا الشباب يقلد الألمانى وابراهيم الأبيض . وأضاف د. رفاعى أن وقوف الدولة هو السبيل الأول بعد الأسرة فى الوقوف ضد هؤلاء الشرذمة الذين يشوهون صورة مصر والفن المصرى وأعمالهم تؤدى الى الإنحراف والجريمة مثل المؤدى الذى يقول فى أحد أغانية الهابطة «أشرب حشيش وخمور» وهذا إسفاف من شأنة زيادة الإنحطاط فى المجتمع والذى بدورة  يؤدى الى الجريمة بكل سهولة اذا لابد من محاربة الدولة لهذة النماذج بكل أجهزتها وكذلك على الأسر أن تدرك أبنائهم قبل فوات الأوان وأن يعرفوهم الفارق بين الصح والخطأ.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق