بقلم / محمد صبحي ابوحسين
بالرغم من أننا نعيش فى عام 2024 بما فيه التقدم التكنولوجي و زيادة التعداد السكاني و كثرة الإمكانيات المادية والمعنوية ألا أننا نعيش بعقلية الأربعينات والخمسنيات من الأعوام المنصرمة وخصوصا عند زيارة مسؤول إلى أي جهة من الجهات الحكومية وهي عبارة زيارة لا تستغرق بضع من الدقائق وعلى آثارها يتم عمل ما يعادل عمل عام كامل و متواصل من قبل مسؤول الموقع يواصلون الليل والنهار من أجل إخراج تلك الزيارة فى أبهى صورة ونقول وكنت ارجوها أن تكون هذه الزيارة فى غاية السرية و لإن معالي الوزير سيقوم بزيارة احدى المصالح التابعة لوزارته وما يكاد الخبر يذاع حتى يسرع المسؤولون فى طلاء الحيطان و الأسوار ورش الشوارع ولو كان فى إمكانيات لرش المسؤول عطر فى جميع المكاتب والطرقات وتقليم الأشجار ونظافة وتجميل جميع الطرق المؤدية إلى الموقع واستئجار بعض من الشجر وممكن يكون مثمر كمان وباقة من الورود وسجادة حمراء بطول مائة متر و تشريفة وأشخاص يرتدون احدث البدل لاستقبال معالي الوزير وتركيب اعلام مصر فى كل ارجاء الموقع وتزويد المكاتب بالاثاث الجديد وضمن الاثاث ايضا مجموعة من العاملين أصحاب البدل الذين سيهتفون بحياة السيد معالي الوزير والذين يثنون على كفاءة حضرات القائمين على العمل الى آخره وطبعا كتابة بعض اللافتات واللوحات مكتوب عليها ترحيب بمعالي الوزير بتشريفه وقدومه إلى المؤسسة أو موقع العمل وذلك لاستكمال البهرجة والزينة بخلاف وجود وسائل إعلام مختلفة للبث وإظهارها للمجتمع أنها فى أحسن حال وعلى مايرام ولا يكاد معالي الوزير يركب سيارته وينصرف حتى يتم رجوع ريمة لعادتها القديمة و كأن شئ لم يحدث وتخرج المواقع الاخبارية والتلفزيونية لتشيد بتقدم هذا الإنجاز من العمل فى هذا الصرح العظيم وأهمية المصلحة لما تقوم به من دور ثمين ان هذا هو فصل صغير من مهزلة كبرى تدور في بعض البلدان العربية اسمها الضحك على ذقون الكبار وهذا بعض اسباب التخلف العبثي الذي نعانيه و المسكوت عنه اكثر من المعلن وما خفي كان أعظم وانا أعلق على هذا المشهد المتوارث من القدم ببعض التساؤلات لكل ما ذكر طالما نستطيع ونقدر على كل هذا العمل والجهد المبذول لماذا لا يكون هذا العمل طول العام لماذا نعمل تحت ضغط مسؤول نحن نخرج احسن ما لدينا فى الاوقات الحرجة لماذا لا نخرجها ونحن فى أوقات اليسر هل عرف عنا أننا دائما نعمل تحت تهديد وضغط المسؤول لبد أن ننهض بالدولة المصرية عن طريق العمل والكفاح والجهد والمثابرة لنرى بلدنا فى أحسن صورة ودائما فى تقدم وازدهار و إلى الأمام دوما وذلك لما فيه خير البلاد والعباد
