«ترانزيت الموت»

555

تحقيق / محمود الصعيدى

 

أعاد حادث فقدان «الشباب المصريين الذين هاجروا إلى ليبيا بطريقة غير مشروعة» فى نوفمبر 2013 إلى الأذهان الذكريات الأليمة لمن غرقوا فى البحر المتوسط بتكرار نفس سيناريو «الهجرة غير الشرعية » إلى إيطاليا .

وهو نفس السيناريو المتكرر الذى أودى من أيام قليلة بحياة 27 مهاجرا عبر قناة المانش ، وكأنة أصبح قدرا أن تتكرر المأساة بشكل جديد فى كل مرة ، أما أن يموت الشباب عطشا ويتيهون فى الصحراء أو أن يموتون غرقا فى البحر .

وهنا نتساءل ماهى الدوافع وراء تلك الهجرة غير الشرعية التى تجعل شباب فى ربيع العمر يلقون بأيديهم إلى التهلكة ؟ خاصة أن حلم الثراء الذى يدفعهم لذلك غالبا ما يتحول لمقبرة أو يجعلهم ضحايا لتجارات الأعضاء البشرية أو الوقوع فى يد عصابات المافيا .

كان للمحللين والخبراء أراؤهم الخاصة حول تكرار سيناريو موت وفقدان الشباب العربى مرة يتيهون فى الصحراء ومرة يموتون غرقا والفاعل مجهول إلا أنهم أختاروا الهجرة غير الشرعية بحثا عن العمل والثراء ليكونوا ضحايا لتصرف غير مسئول .

أختلف خبراء الأقتصاد حول أسباب أقدام الشباب على الهجرة غير الشرعية فمنهم من يراها السبيل الوحيد من أجل العمل فى ظل تدنى الأحوال الأقتصادية ومنهم من يراها مطلبا لتحقيق الثراء والرفاهية والبحث عن الأفضل رغم توافر فرص عمل فى بلادهم .

«خبراء»

الثراء السريع ورفض فرص العمل المتاحة وراء انتشار الظاهرة.

يشير الدكتور محمد أبو العزايم أستاذ الاقتصاد السابق بالمركز القومى للبحوث إلى أن إقدام  الشباب على  الهجرة غير الشرعية يعتبر عملا غير قانونى أو مشروع لأن هناك فرص عمل بالأسواق المصرية والعربية لمن يريد العمل وهناك مصانع ومعامل تحتاج الى الأيدى العاملة بمبالغ معقولىة للمعيشة الكريمة وللاسف تجد نقص عمالة بتلك الأماكن لأن الشباب فى مصر تعود على الراحة ولايريد ان يعمل بيدة كما أن الاسرة التى نشأ بها الفرد تنهية عن الكثير من الأعمال البسيطة أو المتواضعة معتقدين أنها تحقر أو تقلل من مكانة أبنائهم ولكن لو أن هؤلاء لديهم دراية بسيطة عن طبيعة العمل بالدول المتقدمة اقتصاديا سيدوا ان هناك من أصحاب المؤهلات المرموقة عملوا فى بداية حياتهم فى مشروعات خدمية مثل الحراسة أو النظافة وذلك لتحقيق شيئين الأول أن يحقق دخلا والأخر أن يخدم دولتة ومجتمعة .
ويضيف ابو العزايم انه من المؤسف ان يلقى الشباب أنفسهم للمجهول لمجرد سماعهم من أحد الإنتهازيين أو« النصابين » أن لبيا بها أعمال وتجارات وثراء أو حتى اى دولة اوربية لان ليبيا بها نزاعات وزعزهة سياسية وكذلك الدول الاوربية بها كثير من الشباب العاطل عن العمل بل ان من هذة الدول الاوربية من يفكر فى العمل بمصر او دول الخليد لاتساع الاسواق بها.
ويشير الدكتور سلطان ابو على وزير الاقتصاد الاسبق ان مايتعرض لة الشباب من معاناة تتكرر بين الحين والاخر بسبب الهجرة غير الرسمية يععود الى تفشى البطالة بنسبة كبير من عدد السكان بالعالم وهو مايصاحبة بالضرورة ضعف فرص العمل بل ندرتها فى كثير من المجالات وهذا كاف لأن يفكر الشباب فى فى السفر للبحث عن فرص عمل جديدة سواء بشكل رسمى أو غيرة لأن فى هذة الأحوال لا يفكر الشباب الا فى ظروفة السيئة التى لن تستقيم الا بالعمل وتحقيق المكاسب وبناء نفسة . ويرى أبو على ان هناك ناحية اخرى تجعل الشباب يندفعون وراء السفر وهى ناحية تاريخية تعود الى ان الشباب المصرى يهوى الحصول على الوظائف الحكومية وللأسف الحكومة مكدسة  ولا تستوعب أعدادا اخرى وهذة ثقافة بالية لابد وأن تتغير بأيدى الشباب وان يعلموا أن هناك من الأعمال مايستطيعون أن يحققوا بة ذواتهم ويبنون به مستقبلهم .

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق