أكد الدكتور أحمد مصطفي أستاذ إدارة الأعمال والخبير الإقتصادي ونائب رئيس جامعة الإيجات الدولية أن الإقتصاد العالمي والذي يُعاني من صدمات مُتتالية ومُتتابعة مُنذُ تفشي جائحة كورونا “كوفيد-19” مروراً بظاهرة التغيُرات المُناخية وإنتهاءاً بالحرب الروسية الأوكرانية قد تلقي ضربة قاصمة وموجعه من جراء الحرب التي إندلعت من قبل الكيان الصهيوني في قطاع غزة مع الجانب الفلسطيني والتي تسببت في خسائر إقتصادية تخطت المليارات من الدولارات وإمتدادها سيؤدي إلي هزة إقتصادية عالمية سيكون معها من الصعب قيام البنوك المركزية بخفض تشديد السياسة النقدية للسيطرة علي مُعدلات التضخُم والتي تشير التنبؤات والتقارير قبل إندلاع تلك الحرب إلى حدوث تراجع في التضخم العالمي من 8,7% في عام 2022 إلى 6,9% في عام 2023 و5,8% في عام 2024 بفضل السياسات النقدية المشددة، مدعومة بتراجع الأسعار الدولية للسلع الأولية مقارنة بالعام الماضي ، ولكن سيكون لتلك الحرب تأثيراً علي تلك التنبؤات .
وأضاف الدكتور أحمد مصطفي أن لتلك الحرب تأثيراً علي الإقتصاد المصري بحكم انها أثرت على الاقتصاد العالمي ومصر جزء من الاقتصاد العالمي والذي إن لم تندلع مثل تلك الأزمات العالمية لأصبح الإقتصاد المصري في مصاف الإقتصاديات العُظمي وذلك بعد خُطة الإصلاح الإقتصادي التي إنتهجتها الدولة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ، وذلك أولاً حدوث إنخفاض في إيرادات السياحة المصرية والتي بلغت خلال السنة المالية 2022-2023 نحو 13.6 مليار دولار مقارنة بنحو 10.7 مليار دولار في العام المالي السابق لها بنسبة إرتفاع 26.8% على أساس سنوي وذلك نتيجة فُقدان عدد السائحين الإسرائيليين الوافدين إلى مصر والذين قد وصل عددُهم بنهاية عام 2022 إلي نحو 735 ألف سائح، يتم دخولُهم عبر معبر طابا البري ، إضافة إلي إنخفاض حتي وإن كان طفيف في عوائد النقل الجوي من جراء تعليق شركة “مصر للطيران” الرسمية رحلاتها إلى إسرائيل، حتى إشعار آخر حيثُ تنظم مصر للطيران رحلة يومية بين مطاري القاهرة الدولي وبن غوريون الدولي، الواقع خارج تل أبيب، علاوة علي إمكانية تأثر مصر حال تراجع واردات الغاز الإسرائيلي، خاصة أن الحكومة المصرية كانت تستهدف في خُطتها زيادتها في الفترة المقبلة لتصديره إلى أوروبا حيثُ تستورد مصر الغاز الإسرائيلي وتعيد تصديره بعد إسالته في محطتي الإسالة التابعتين لها في إدكو بقدرة 1.35 مليار قدم مكعب يوميا ودمياط بقدرة إسالة 750 مليون قدم مكعب يوميا حيثُ كان من المتوقع قيام تل أبيب بتصدير 38.7 مليار متر مكعب أخرى من الغاز الطبيعي لمصر على مدى 11 عاما وإنتاج 6 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي سنويا اعتبارا من 2026 بزيادة 60% .
وأضاف مُصطفي أن الحرب قد تسببت في ارتفاع أسعار النفط الذي تستورده مصر لتلبية احتياجاتها من الوقود، لكن الزيادة في الأسعار لم تصل بعد إلي السعر المتوسط المقدر في موازنة العام المالي الجاري عند 90 دولارا للبرميل حيثُ إرتفع الخامان القياسيان إلي أكثر من 3.50 دولار يوم الاثنين الماضي ، ولكنهما أغلقا على انخفاض في جلسة الثلاثاء الماضي ثُم قفزت أسعار النفط نحو ستة بالمئة يوم الجمعة الماضي ،حيثُ سجل خام برنت أعلى مكسب أسبوعي منذ فبراير الماضي ، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 4.89 دولار، أو 5.7%، إلى 90.89 دولار للبرميل، وربح الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 4.78 دولار، أو 5.8%، إلى 87.69 دولار للبرميل وسجل كلا الخامين القياسيين أعلى مكاسبهما اليومية بالنسبة المئوية منذ أبريل وسجل برنت أيضًا مكسبًا أسبوعيًا بنسبة 7.5%، وهي أكبر زيادة من نوعها منذ فبراير، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 5.9% هذا الأسبوع لذا من المتوقع أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل بسبب الوضع الحالي في الشرق الأوسط علاوة علي تأثر حجم التبادُل التُجاري بين مصر و إسرائيل حيثُ كانا يستهدفان أن يصل حجم التجارة السنوية (باستثناء صادرات السياحة والغاز الطبيعي) إلى نحو 700 مليون دولار بحلول عام 2025، ارتفاعا من نحو 300 مليون دولار في عام 2021