تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أربعة تحديات نووية، مع صعود القوة النووية الصينية، والتعزيز النووي الروسي شبه المكتمل والمستمر؛ مما دفع الخبراء الأمريكيون إلى التأكيد على ضروة تحديث الرادع النووي الأمريكي؛ وتعزيز إمكانيات الدفاع ضد الطاقة الموجهة، والصواريخ التي تفوق سرعة الصوت.
اقرأ أيضا: بشار الأسد يلغي منصب مفتي الجمهورية
وبحسب التقرير الذي نشره موقع “nationalinterest”، فإن التحديات الأربعة التي تواجهها أمريكا في الوقت الراهن هي ..
أولاً، القوات النووية الصينية غير مقيدة تمامًا بالمعاهدات النووية، ويمكن أن ترتفع ترسناتها النووية من حوالي 300 إلى أكثر من 4000 رأس حربي، كما أن أكثر من 55 % من القوات النووية الروسية أيضًا غير مقيدة بتلك المعاهدات.
ثانيًا، تبدأ القدرة التشغيلية الأولية للمنصات النووية الأمريكية الجديدة، وكثير من الأسلحة التقليدية الجديدة للولايات المتحدة في 2028-2030 ، وهي فرصة سانحة تتيح للصين وروسيا خلال تلك الفترة العمل عسكريًا ضد دول البلطيق أو تايوان.
ثالثًا، بينما قامت الولايات المتحدة ببناء عدد متواضع جدًا (أربعة وأربعين) من الصواريخ الاعتراضية لهزيمة الصواريخ الباليستية طويلة المدى، يزعم المعارضون أن انتشارها في 2003- 2004 منع الروس من الموافقة على حظر الصواريخ الأرضية متعددة الرؤوس الحربية، كما شجع الصينيين على البدء في بناء عدة مئات من هذه الصواريخ، مما يجعل صفقات الحد من الأسلحة المستقبلية مستحيلة، على الأقل حتى على المدى القريب.
ورابعًا، أثارت كل هذه العوامل تساؤلات حول سياسة الردع المستقبلية، واستراتيجية الحد من التسلح، التي يجب أن تتبناها الولايات المتحدة، وهذا يشمل كيفية التعامل مع اثنين من المنافسين المسلحين نوويًا، وكلاهما يخضع لعمليات تعزيز مسلحة تقليدية كبيرة، كما ويبدو أن كلاهما مكرس لاستراتيجية ناشئة تتمثل في “التصعيد من أجل الفوز”، حيث قد يؤدي الاستخدام المحدود للأسلحة النووية في النزاعات الإقليمية، إلى تنحي الولايات المتحدة وحلفائها، وهو تغيير ملحوظ عن الحرب الباردة.
هذا وقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أن الصين تبني ما لا يقل عن 1000 رأس حربي بحلول 2027-2030، على الرغم من أن هذا الرقم يشير إلى أن معظم صواريخ DF-41 التي يتم نشرها في ما يزيد عن 350 صومعة، ستحتوي كل منها على رأس أو رأسين حربيين على الأكثر.
وفي المقابل فإن دعاة نزع السلاح، يلومون الآن الولايات المتحدة على التعزيزات الصينية الجارية، مستشهدين ببرنامج التحديث النووي الأمريكي، ونشر نظام الدفاع الصاروخي 2003-4 في عهد جورج دبليو بوش، وكما يوضح ديفيد تراختنبرغ من NIPP ، يعتقد المتحمسون لنزع السلاح في التفكير القديم، القائل بأن: “الصين تقوم فقط بتوسيع قوتها النووية جزئيًا للحفاظ على رادع يمكنه الصمود في وجه الضربة الأمريكية الأولى، والانتقام بأعداد كافية لهزيمة الدفاعات الصاروخية الأمريكية”.
وتذكرنا مثل هذه الآراء بفترة الستينيات عندما افترض وزير الدفاع روبرت ماكنمارا، أنه ليس هناك ما يشير إلى أنهم (السوفييت)، يلحقون بالركب أو يخططون للحاق بالركب، وهذا يعني أن السوفييت قد قرروا أنهم فقدوا السباق الكمي، وأنهم لا يسعون لإشراك أمريكا في هذا السياق، وهذا يعني أنه لا يوجد ما يشير إلى أن السوفييت يسعون إلى تطوير قوة نووية إستراتيجية بحجم القوة الأمريكية.
وبينما وافقت الولايات المتحدة على حظر الدفاعات الصاروخية، بموجب معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لعام 1972 ، بافتراض أن السوفييت لن يضاهي في الواقع القدرة النووية الأمريكية، فقد حدث العكس تمامًا فقد رأى السوفييت اتفاق الولايات المتحدة على البقاء بلا حماية، هو بمثابة دعوة لتوسيع قوتها الصاروخية النووية، وتقويض جزء كبير من قدرة التدمير الأمريكية المؤكدة، مما خلق ما أصبح يعرف لاحقًا على أنه نافذة “الضعف” بالنسبة للولايات المتحدة “، واصبح تحديًا جديد أمام أمريكا.