البيان الختامي لندوة “التسامح والتعايش السلمي” في أبوظبي: المجتمع المتسامح أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر

188

اختُتِمت في أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات ندوة «التسامح والتعايش السلمي»، التي نظمتها جمعية الصحفيين الإماراتية، بالتعاون مع الأمانة العامة لتحالف مراكز الفكر والثقافة العربية، بالتنسيق مع مكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

ودعا البيان الختامي للندوة التي شاركت فيها نخبة ضمت وزراء ومسؤولين سابقين، وكبار الكتاب والمفكرين في الوطن العربي، إلى انتهاج دبلوماسية ثقافية جريئة تسهم في الدفاع عن قيم التسامح والتعايش في أنحاء العالم، من خلال المشاركة الفعالة للدول العربية في المبادرات الدولية في مجال تشجيع المبادلات الثقافية بين الأمم. وأوصت الندوة بتعيين مبعوث خاص للجامعة العربية من أجل التسامح والتعايش.

وأكد البيان أن وثيقة «الأخوة الإنسانية»، التي وقعها البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر في 4 فبراير 2019، تعد دستوراً للتقارب بين الثقافات والأديان، تدفع العالم، بمنهجيتها ومبادراتها النبيلة، إلى مزيد من التعايش والأخوة والسلام.

وأشار البيان، إلى إن التسامح والتعايش السلمي، هما الطريق إلى عالم أكثر تقدماً، وأكثر سلاماً، وأكثر رخاءً، وأن المجتمع المتسامح يكون أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر، وأن الدول إذ تتفاوت في مقاربتها لقيم التسامح والتعايش، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأنجح خليجياً وعربياً وعربياً في تطبيق هذه القيم.

وشدد البيان على الدعوة إلى الحوار البناء وحل النزاعات السياسية الداخلية والخارجية بالوسائل السلمية والحث على التوافق والوئام والتعاون بين الدول العربية، باستلهام التعاليم والمبادئ التي تقوم على الوسطية والاعتدال، وأن الحكومات لها دور أساسي في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، باعتبارها حاضنات للتسامح، والتصدي للكراهية بكل أشكالها ومعالجة أسبابها، من خلال تحديث القوانين والتشريعات الوطنية، وترسيخ هذه القيم في الثقافة والتربية ومناهج التعليم والتدريب الفردي والمجتمعي، وتعزيز الحريات والحقوق الإنسانية والمجتمعية وفق ضوابط تحترم الانفتاح والتنوع والاختلاف الديني والفكري والعرقي.

ودعا البيان إلى اعتماد وسائل الإعلام كشريك استراتيجي لنشر العلم والمعرفة والوعي بمبادئ التسامح ومكافحة الجهل المفضي إلى الكراهية والتعصب، إذ إن الجهل هو العدو الأول للسلام، وكذلك تحصين الشباب العربي من التشدد والتطرف عبر تقديم برامج ومبادرات وطنية تحجم التحديات المعيشية وترسخ روح التشاركية والاندماج في المجتمع تعتمد على الإنجازات الوطنية وفق أطر مبنية على التسامح والتعايش، وإشراك الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني في اعتبارات مكافحة اللا تسامح والتطرف بجميع أشكاله.

وحث البيان على جعل سياسة التواصل تتمحور حول خطاب متجدد، يقوم على إبراز فضائل التسامح والتعايش واحترام الاختلاف الثقافي والعقائدي ويعطي الأمل للشباب، وأخيراً المصادقة على رؤية عربية موحدة للتسامح والتعايش، وبحث إمكانية خلق هيئة عربية تساهم في النهوض بثقافة التسامح على المستوى الإقليمي.

تجدر الإشارة إلى أن الندوة شهدت كلمات قيمة ألقاها المشاركون، وأكدت كلها على أهمية التسامح والتعايش السلمي للدول العربية ولدول العالم كله، وحملت إشادات بدور دولة الإمارات العربية المتحدة ومبادراتها العديدة لتعزيز قيمة التسامح في الإمارات والعالم.

من بين تلك الكلمات، كلمة ألقاها الأستاذ محمد الحمادي ،رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية ،عضو منتدى الفكر والثقافة العربية، قال فيها، إن فكرة منتدى تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية جاءت من الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي جمع المفكرين العرب من المحيط إلى الخليج لتبادل الأراء وطرح الأفكار ووجهات النظر بكل حرية وشفافية وانفتاح حول قضايا المنطقة وتوصيفها بشكل دقيق، ومن ثم تقديم الحلول والرؤى التي تخدم تلك الملفات الساخنة في المنطقة، وقد نجح المنتدى خلال دوراته العشر السابقة أن يحقق أهدافه، وأن يرسخ حضوره كمنتدى يضيف إلى الفكر والثقافة العربية الكثير.

 

وفي كلمته قال نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح التعايش الإماراتي، إننا نعتز بالغ الاعتزاز ، بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حريص كل الحرص، على أن تكون الإمارات دائماً، النموذج والقدوة في تمكين جميع السكان، من العيش في سلام.

وأضاف، “بن مبارك”، إن المجتمع المتسامح، يكون أكثر قدرة، على مواجهة تحديات العصر ، سواء في ذلك، تحديات البيئة، أو التعليم، أو الرعاية الصحية، أو توفير سُبل العيش الكريم للجميع، لافتاً إلى أن المجتمع الناجح في هذا العصر، إنما يقوم على سواعد مواطنين ملتزمين، لديهم الطاقة والقدرة ، على التواصل الناجح، مع أقرانهم وزملائهم، في الداخل والخارج.

واستطرد قائلاً : إنه لمما يبعث على التفاؤل والثقة، أننا نجد الآن في بلادنا العربية، وعياً متزايداً، لدى الأفراد، والأسر، ورجال الدين بأهمية أن يقوموا جميعاً، بأدوارهم، في نشر مبادئ وقيم التسامح والتعايش السلمي.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق