أحيانا تكون الإبتلاءات فى باطنها سلاحا قويا يعطيه الله سبحانه وتعالى للمبتلى حتى يمكنه من معرفة الكثير من الأمور على حقيقتها، منها أن يعرف عدوه من صديقه أو أن يعرف مايدور عنه من شائعات، لذلك نرى دائما قدر الله يتحقق فينا فى وقت لانملك فيه قرارا أو مصيرا لأمور عديدة فى حياتنا .
كان هذا هو المصير والقدر الذى وقع على المستشار مرتضى منصور فى وقت كان من المفروض أن يكافأ على ماقدمه للقلعة البيضاء ، بأن يتم إستبعاده من رئاسة الزمالك لمدة تجاوزت العام بعد أن أصدرت اللجنة الاولمبية المصرية حزمة من العقوبات بحقه تسببت فى إيقافه.
لم يقع الإبتلاء هنا على مرتضى منصور، بل جاء فيما تركه من أثر للقلعة البيضاء من خدمات قيمة للأعضاء دون تمييز لذا كان الأثر واضحا فى غيابة بتأثر الزمالك وأعضائه، ليس فقط بضعف المستوى الخدمى بل وصل الحد إلى التأثير النفسى السيىء على الأعضاء جملة، فقد زادت حدة المشاكل الإجتماعية داخل النادى، وشاهدت بنفسى وقائع سباب وشتائم بين المراهقين فى النادى وكذلك إستخدام الألفاظ البذيئة التى كانت من المستحيل أن تكون لغة للشباب أو بين أعضاء النادى فى فترة تواجده.
لقد أرسى منصور مبادىء إجتماعية وأخلاقية داخل القلعة البيضاء…كيف؟؟؟
أولا: تعلم الأعضاء من إدارته أن النادى حرم مقدسا وليس مكانا لتفريغ الشهوات بل مكانا لممارسة طقس من أعظم الطقوس التى توصى بها الاديان جميعا وهو الرياضة والترويح عن النفس ، فقد منع التدخين المطلق بالنادى وجعل له أماكن مخصصة حرصا منه على المرضى و كبار السن والأطفال، أليست هذه قيمة إنسانية ومبدأ يستحق الإشادة بة .
ثانيا: صنع حالة من الإحترام والإنتماء للقلعة البيضاء دون تعصب فقد ساعد أولياء الأمور بالنادى فى تربيتهم لأبنائهم المراهقين من خلال خطاباته ونصائحه المستمرة بمذياع النادى محذرا الشباب من إرتداء السلاسل منذرهم بعدم إدخالهم النادى لنبذه هذا السلوك.
لقد وقفت مصر كلها خلف هانى شاكر لأنة حارب الإسفاف ومنع مايسمون بمؤدى المهرجانات من الغناء دفاعا عن الذوق العام للفن ، وكان مرتضى منصور أول من حذر الشباب مرارا وتكرارا من سماع هؤلاء المنتمون إلى الفن المصرى مع بداية ظهورهم عبر خطاباته الهادفة بنادى الزمالك .
ثالثا:كان حريصا وبإستمرار على المواجهة وتقديم كشف حساب لنفسه أمام الأعضاء ليخبرهم خلال جمعيات النادى بكل مصادر الإنفاق وما له وما عليه ولاينكر عليه أحد بأنه أعلن رسميا عن المبالغ المالية التى تبرع بها ترك الشيخ للنادى وبالأرقام ، واضعا يديه فى جيوبه أمام الألاف من أبناء عمومية نادى الزمالك قائلا ليس لدى جيوب لأضع فيها أموال، أنا لا أهدف إلا تقديم خدمة محترمة وقيمة لكل الأعضاء .
بعد غيابة وقع الإبتلاء على الأعضاء والنادى معا، فقد شهدت فترة غيابه محن كثيرة للنادى وأعضائه ليكتشفوا قيمة هذا الرجل فى هذة الإبتلاءات والمحن كما ذكرنا فى البداية، فقد أصبحت الفوارق كبيرة وظاهرة فى فترة غيابه ومنها تدنى السلوكيات والأخلاقيات إلى حد مؤسف أن تراه داخل نادى الزمالك، نذكر منها جزء .
*إضرابات مدربى السباحة أكثر من مرة إحتجاجا على عدم أخذ رواتبهم الشهرية لمدة تجاوزت الأربعة شهور.
* قد رأى الجميع وسمع من العاملين بالنادى شكواهم المؤسفة بتأخر أجورهم لمدة تجاوزت ال4 شهور أيضا.
هذة المشاكل المالية على الرغم من دفع الأعضاء الاشتراك السنوى بزيادة ومنذ شهر يونيو الماضى إلا أنهم لم يتسلموا الكارنيهات الجديدة حتى لحظة كتابة المقال، إذن هذه المحن المالية تكشف أمرا واحدا لا يقبل الجدال حتى من أعداء مرتضى منصور وهو أن مرتضى منصور لم يكن يوما فاسدا أو صاحب مصلحة، بل كانت مصلحتة راحة الأعضاء والعاملين بالنادى دون أن يشعرهم بأى عجز أو تقصير .
من من الأعضاء لم يرى تعديات وتراشق بالألفاظ، بل وصلت المضايقات لحد التحرش بالنادى فى وقائع كثيرة أسوء من بعضها البعض حدثت فى فترة غياب المستشار مرتضى منصور، كذلك وقائع شجار بين العاملين بمطاعم النادى على من يقدم الخدمة للعضو .
من منا لم يشاهد كباتن ومدربى سباحة الأطفال وهم يدخنون فوق حمامات السباحة علنا ومنهم من يرتدى سلاسل حول رقبته ويتحدث بأسلوب غير راقى .
كم المشاجرات والألفاظ التى تلفظ بها المراهقون بالنادى من سن 15 وحتى 21 عام ، لدرجة أنك كلما تتجول بالنادى طوال الوقت ترى «خناقات» وتسمع تراشق ألفاظ وشتائم على الوالدين فيما بينهم .
كذلك فى ظل غيابه لم يسلم الأعضاء من رفع أسعار المطاعم والخدمات الإيجارية بالنادى، هذا ليس فقط بل عانى غالبية السواد الأعظم من الأعضاء اشد المعاناة وأسرهم من كم الإتساخ لدورات المياة والحمامات بالنادى بالإضافة إلى إمتلاء الحدائق بالنادى و الأركان والأرضيات بأعقاب السجائر والقمامة والتى لم يكن العاملين فى تقصير من تنظيفها بل كان كم الإهمال والتخريب واللامبالاة لا حد لة من قبل الكارهون للنادى والذين أستغلوا غياب الحارس الأول للنادى مرتضى منصور .
لدرجة أن الاعضاء من الجنسين أصبحوا يرددوا مقولات متماثلة بعد أن فقدوة وافتقدة الزمالك ومنها قولهم .
«ياريت مرتضى يرجع تانى ويشوف المهزلة دى» ،«الله يرحم أيامك يا مرتضى » وهذة كانت أشهر جملة يرددها معظم اعضاء النادى بإتفاق ،«والله ماكان يسمح لحد يبم » وغيرها من المقولات التى كانت ناتجة عن زهق وإكتئاب مما ألت إلية الأوضاع داخل النادى فقد كان الكثير من الأعضاء يردد جمل مفادها «لولا تدريبات أولادنا ماكنا جئنا النادى مرة أخرى» فقد أمتنعن معظم السيدات من دخول دورات المياة وحمامات النادى لإتساخها وإمتلأ الحمامات بأعقاب السجائر والمناديل والأكياس وهو الإهمال الجسيم الذى لم يكن أحد يجرؤ على فعله وقت مجلس مرتضى منصور.
إن الإبتلاء الذى وقع على نادى الزمالك وأعضائه كشف لهم الشىء وضدة وكيف تحولت الأشياء بغياب مرتضى منصور من استقرار إلى فوضىى ، من نظافة إلى قذارة ، من أخلاق إلى همجية ،من اكتفاء مالى إلى عجز و من اكتمال خدمى إلى قصور ، أتمنى أن يكون ماحدث مع أبناء القلعة البيضاء، كما ذكرت فى المقدمة محنة وابتلاء لنتعلم منهما التفرقة بين من لايريد نجاحا متفردا وبين من لايريد النجاح من أساسة ،
أليس كل ماسبق وإن كان جزء من الحقيقة المؤسفة يستحق عن جدارة أن يقال « سعداء بعودة الأسد لقلعتة البيضاء ».