قصص مثيرة لـ«عزيزة الفحلة وتوحة وجليلة» في عالم الفتونة وضرب الرجال ..
إحداهن ضربت 5 رجال | ليس كلهن «أيدي ناعمة»!.. سيدات لكن «فتوات»
كتب/ أسامة سعودى
كلما تطرق أذنيك كلمة “الفتوة” أو “الفتونة” يجول عقلك في ذلك الماضي البعيد – كما صورته الدراما المصرية – لمشهد الرجل القوي ممسكا بنبوته يأخذ الحق للضعيف وينصر المظلوم؛ وربما لم يخطر على بالك يوما أن هناك سيدات تربعن على عرش الفتونة في مصر، وحفرن أسمائهن بأحرف من نور في سجل القوة والشجاعة ونصرة المظلوم بل ومقاومة الاحتلال، حتى نافسن الرجال وتغلبن عليهن!
في «حي المغربلين »الشهير حيث قاهرة المعز؛ هنا سجلت حاراته وأزقته معارك “عزيزة الفحلة” بل وفتحت الباب لغيرها من النساء على طرق ذلك المجال وممارسة تلك المهنة.
ويعتقد مؤرخون كثيرون أن عصر الفتوات بدأ منذ الحملة الفرنسية على مصر 1798؛ حيث احتاج المجتمع آنذاك إلى وجود رجل قوي يقود المظاهرات ومقاومة الاحتلال الفرنسي، فكانت تخرج الحارات منتفضة ضد طغيان الفرنسيين، وما أن يأتي الليل حتى تغلق تلك الحارات أبوابها وينام الأهالي في حراسة “الفتوة“.
وجسدت السينما المصرية تاريخ الفتوات في مصر، حتى أن الأديب الكبير نجيب محفوظ كان أشهر من جسد تلك الظاهرة في قرابة 6 أفلام له ظلت خالدة في الذاكرة الفنية.
تعتبر عزيزة الفحلة من أوائل السيدات اللاتي اشتهرن بممارسة تلك المهنة، بل وقاومت الاحتلال الإنجليزي في مصر والذي بدأ منذ العام 1882، حيث كانت عزيزة الفحلة تقف بالمرصاد لجنوده المتحرشين بسيدات مصر في الحارات والأزقة والأسواق بحي المغربلين الشهير بالقاهرة القديمة.
كانت عزيزة الفحلة ذات عضلات قوية، وتمتاز بالشجاعة والشهامة، وروى عنها المصريون قصص إيقاعها بجنود الاحتلال الذين حاولوا التحرش بسيدات مصر في حمامات حي المغربلين، حيث كانت تعد لهم الأكمنة بالداخل والخارج وتلقن من يقع تحت براثنها “علقة ساخنة” بالنبوت.
لم تقتصر بطولات عزيزة الفحلة على مقاومة الاحتلال الإنجليزي وحماية سيدات مصر من جنوده؛ بل دافعت عن الرجال المصريين حيث اعتدي الأتراك على فلاح مصري وأهانوه بـ”فلاح خرسيس” وما أن سمعت عزيزة الفحلة بذلك حتى هجمت على التركي وانهالت عليه بنبوت وأوجعته ضربا.
لم تكن القاهرة وحدها بأحياءها القديمة شاهدة على بطولات فتوات مصر، بل الجيزة أيضا المتاخمة للقاهرة حفرت بها السيدات بطولات في عالم الفتونة، ففي حي الجيزة حيث كانت تقطن المعلمة جليلة ذات الشهامة والطيبة ونصرة الضعيف والمظلوم.
كانت المعلمة جيلة ذات جسد قوي وذات طول يشبه إلى حد بعيد طول الرجال الأقوياء، مفتولة العضلات، وترتدي صديري الرجال والوشم يعطي ذراعها هيبة، مرتدية الجلباب البلدي والكوفيه، وفي يدها نبوتا ضخما.
أما مهر المعلمة جليلة فكان صعبا على كثير من الرجال، فهو ليس مالا، بل خوض معركة والانتصار فيها والسيطرة على زمام الأمور، حتى يستطيع العريس أن يملأ عينيها ويفوز بقلبها وعقلها!
طلبت المعلمة جليلة من العريس المتقدم لخطبتها أن يدخل إحدى المشاجرات ويفضها ويسيطر على الأمور حتى توافق عليه زوجا، وعندما نجح في ذلك وافقت عليه.
وتركت جليلة الشهيرة بـ“سكسكة” الفتونة وكرهتها عندما وقعت حادثة راح ضحيتها أخوها ودخل أبنائها الثلاثة السجن في العام 1958.
المعلمة« توحة »
أما المعلمة توحة فتوة حي المطرية، فلم تقتصر على حماية الضعيف ونصر المظلوم فقط، بل كانت تحمي زوجها في معاركه، إذ خاضت في إحدى المرات معركة من أجل زوجها ضربت فيها 5 رجال وسيدتين طالبوا زوجها بسداد دينا يعجز عن أدائه، ووقعت على إثر ذلك الحادث في قبضة البوليس