أبطال تحدى الإعاقة وذوى الهمم نموذج إنسانى رائع بالمنصورية.

520

كتب _ محمد صبحي ابوحسين

خلق الله سبحانه وتعالى الكون بما فيه من السماء والأرض ، وما بينهما من جبال وأنهار محيطات ومخلوقات ، وفضل الله وأكرم خلق البشر عن جميع المخلوقات ، وهو الذي خلق الإنسان فى أحسن تقويم ، فجعل من البشر الطويل والقصير ، الأبيض والأسود والأشقر ، النحيف والسمين والأعمى والبصير ، الأصم والأبكم ، الأعرج والصحيح ، وذوي الأحتياجات الخاصة المتنوعة ، هذا هو خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون فى ضلال مبين ، سبحانك ما اعظمك
الشخص ذوي الاحتياجات الخاصة ، هو كل فرد يعاني من قصور ، ولا يستطيع القيام بمهامه مقارنة بالآخرين ، ممن هم في نفس السن والبيئة الاجتماعية ، ويظهر هذا التقصير في مجال التعليم أو اللعب ، أو في مجال العمل والعلاقات الاجتماعية وغيرها ، وتعتبر رعاية الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة رسالة إنسانية نبيلة ، وأحد أهم أسباب ارتقاء المجتمعات ، وتقدم الدول في العالم ،وتحظى قضية الإعاقة باهتمام كبير على مستوى العالم ،وذلك لأن مدى ارتقاء المجتمعات والدول يقاس بمدى تحضر شعوبها ، واحترامهم للمعاقين ومساعدتهم ، ويمثل أصحاب الاحتياجات الخاصة فئة كبيرة من الأشخاص ، سواء كانوا من كبار السن أو من الأطفال داخل مجتمعنا، مما جعل الكثير من آفاق المجتمع تفتح لهم أذرعهم لتلقي تلك الأعداد، حيث نجد أنه بدأت الكثير من المدارس والجمعيات الخيرية ، تستوعب أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة ، مع الأطفال الطبيعيين دون عزل بينهم ، فهم سواء فى المعاملة والخدمات ، وقد تزيد الخدمة والمعاملة أحياناً لهم .
وهنا نلاحظ دور الأسرة من العناء والمشقة ، فى تربية تلك الأطفال وتحمل الأعباء المالية والضغوط النفسية الكثيرة ، التي تجعل من الأب والأم ، حقا هم الأبطال ، فهم من صبروا على تلك التحدي ، قضوا معظم أوقاتهم لخدمة أبنائهم ومعاملتهم ، تربية الأطفال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ، تختلف كل الأختلاف عن تربية الأطفال الطبعيين ، تحتاج إلى أضعاف مضاعفة وبذل مجهود شاق ، من حيث سد احتياجاتهم من رعاية صحية وإجتماعية ومالية ومعنوية ، يضحون بأسعد وأجمل الأوقات من أجل اسعادهم ، ينفقون الغالي والنفيس من أجل أن ينظروا إليهم ، لكي يروا الابتسامة البريئة على وجوههم ، معاملة خاصة جدا فى الكلام والتصرفات والحركات ، يتحملون العناء وغير ذلك وأكثر ، اعانهم الله على تلك الأمانة والمسؤولية ، فقد أختصهم المولى عزوجل بهذه الحياة المليئة بالاختبارات والابتلاءات ، لكي يسعدهم فى الآخرة فهذا حصاد ما انجزتموه فى الدنيا ، واكرمتم به خلق الله سبحانه وتعالى ، فكيف بباغية تسقي كلب فتدخل الجنة ، وأنتم يامن سهرتم الليالي على راحتهم ورعاياتهم ، والبستموهم و سقايتموهم ، و اسكنتموهم و أطعمتموهم ، و صابرتم و راضيتم و تحملتم كل هذا ، ولم تبخلوا عليهم بالكثير ولا بالقليل ، فبإذن الله موعدكم الجنة ونعيمها ، فهذا جزاؤكم على ما قدمتم و انجزتم فى الحياة الدنيا ، فهنيئاً لكم الدار الآخرة و ثوابها العظيم
ومازالت الجمعيه الشرعيه بالمنصوريه ، تبدع فى أفكارها ومقترحاتها ، وتقديم أفضل الخدمات للفقراء والمساكين والغلابة ، ولكن فى هذا الأحتفال الخاص التي تنفرد به الجمعية الشرعية ، وهو الأحتفاء بالأطفال ذوي الأعاقة ، وقضاء يوم ممتع ورائع مع الأهل والأحباب ، وترويح النفس عما يدور بداخلها ، وتخفيف الآلام والعناء والهموم ، التي فى صدور وعقول الأباء والأمهات ، و استمتاعهم و اسعادهم ، فى يوم وإن كان قصير جدا فهو له أثر إيجابي فى نفوسهم ، حتى يعودا لاستكمال الكفاح والمثابرة ، فهو عمل رائع وممتع فقد تناسوا لبعض الوقت ما يحاك لهم فى البيوت ، ثم حضرت الحفلة بدعوة كريمة من الجمعية الشرعية بالمنصورية ، وتجولت بين الأطفال اشاركهم حفلهم المبهر ، وأنظر إليهم بإبتسامة وفرحة ، قضيت معهم وقت جميل لعبت معهم وضحكت وفرحت بفرحهم ، وأثناء قضاء وقتي معهم جائني أب يحمل فى عيونه الرضا و الأمل والصبر على قضاء الله و من نعم كثيرة أعطاها الله له ، وقال لي عندي ولدين اكرمني الله بهما ، ولي طلب صغير جدا ، انا لا ابخل على أولادي و البي كل احتياجاتهم ، ولكن دخلي ضئيل وابني يحتاج إلى كرسي متحرك يعمل بالكهرباء ، لكي يذهب إلى المدرسة وهذا من أقل حقوقه ، فهل تقدر تساعدني على ذلك ، فقلت له فضل الله كبير ، وأصحاب القلوب الرحيمة كثيرة ، نداء إنساني إلى أهل الفضل ، من يرغب فى المساعدة لوجهه الله فهو فى الإنتظار ، و سيتم تسليم الكرسي المتحرك فى مقر الجمعية الشرعية ، وجعله فى ميزان حسناتكم اسعدوهم و اغنوهم
حقا حفل أسعد الحاضرين ، لما له من طابع مميز وفريد ، تجاه الحالات الإنسانية ، وإدخال الفرح والسرور لكل أسر ذوي الاحتياجات الخاصة ، وابطال التحدي الذين سعدنا برؤيتهم فى هذا الحفل العظيم ، ومن أجمل ما رأت عيني هو وقوف أعضاء الجمعية الشرعية ورئيسها ، لخدمة هؤلاء الأطفال والإصرار على رسم الفرحة والبسمة على شفاههم ، نعم أفكار جديدة تتحقق على أرض الواقع لخدمة أبناء المنصورية الكرام ، فى شتى المجالات البناءه والهادفة
شكراً لكل من ساهم وحضر هذا الإحتفال ، وأبدى استعداده لتقديم أفضل الخدمات الإنسانية
شكراً لأعضاء الجمعية الشرعية ورئيسها ، والمشرفين والمشرفات ، وأطباء التخاطب ، وجميع العاملين فى هذا الصرح العظيم ، على هذا العمل المتفرد النبيل ، فأنتم قطاع المنصورية ، أصبغتم على هذا الحفل صبغة السعادة والمرح ، وتتحملون أعباء كثيرة فى مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ، على مستوى القرى المجاورة ، فدائما وأبدا المنصورية هى الرائدة فى أعمال الخير ، فلكم مني كل الأحترام والتقدير ، مع تمنياتي لكم بمزيد من النجاح ، و تقديم أفضل ما لديكم من خدمات تعود على البلاد والعباد بالنفع والفائدة .
.. دمتم فى أمان الله

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق