حمل الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، المجتمع الدولي مسؤولية سفك الدماء الجارية في الأراضي المحتلة لأن المجتمع الدولي وخاصة بريطانيا هم من منحوا الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بالهجوم العسكري على غزة، مؤكدا أن هذا يعني حرية ارتكاب الجيش الإسرائيلي لجرائم حرب.
وانتقد الكاتب البريطاني ما يوصف بـ”القيم الغربية” وهي تمطر وابل من القنابل على المدنيين في غزة، مؤكدا أن الالاف يموتون بسبب الجرائم الإسرائيلية متسائلا عن القيم الغربية، مضيفا: إذا كان هناك دم على يد أحد فهو على أيدي من يقولون إن إسرائيل يحق لها الدفاع عن نفسها.
ووصف ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعا عن النفس بل توسيعا لإسرائيل وتأسيس نظام فصل عنصري أشد خطورة مما حدث في جنوب افريقيا، لافتا إلى أن إسرائيل تقول إنها تخوض حربا وجودية وأن ما قامت به حماس أشبه بالمحرقة، وتابع بالقول: نصف عائلتي قتلت في المحرقة وليس هناك مقارنة على الإطلاق.. من وجهة نظر فلسطينية عليك أن تدرك بإن الإسرائيليين يمارسون سياسة الأسياد، وأصحاب الأرض يتحكمون في جميع تحركاتهم وكمية ما يأكلونه وبمن يتزوجونهم ويقررون متي يهاجمون فإسرائيل دولة معتادة على السيطرة الكاملة على نصف السكان.
ولفت إلى أن السيطرة فقدت بشكل هائل معبرا عن دهشته من بعض الأشياء التي حدثت الصدمة التي أحدثها هجوم حماس والفقدان المفاجئ لثقة الإسرائيليين برمز قوتهم وهو الجيش والمخابرات، مؤكدا ان الغضب تحول إلى رغبة شديدة في قتل سكان غزة، منتقدا دعوات الإسرائيل بمحو غزة من الخريطة.
وأوضح أن هناك دعوات لقتل جماعي في غزة حيث دفن الأطفال في مقابر جماعية مع استهداف لمباني وعائلات بأسلحة دقيقة، وتابع بالقول: لا أعتقد أن إسرائيل وخاصة جيشها يمكنهما إلقاء محاضرات عن الوحشية ، خاصة ضد أطفال غزة وهذا يحدث طول الوقت، يقل وزير الدفاع الإسرائيلي ان الفلسطينيين حيوانات بشرية وأن جيشها إسرائيل لن تحاسب وهو يمزق قواعد القانون الدولي ويقتل أكبر عدد من الفلسطينيين في غزة.
وأكد أن المجتمع الدولي منح نتنياهو ضوء أخضر للهجوم بريا على غزة بعد نجاح حماس في إطلاق معركة طوفان الأقصى ردا على الاستفزازات في القدس الشرقية مع تزايد الهجمات الإسرائيلية في القدس والضفة ومحاولة السيطرة تدريجيا على الأقصى، موضحا أن الغرب يسمح لإسرائيل بأي سلوك عنيف وهو سبب للصراع.
ووصف الكاتب البريطاني الوضع في غزة قائلا: تخيل أنك تعيش بلا كهرباء لمدة 16 ساعة وعدم توافر الطعام والمياه النقية للشرب مع هجوم من المستوطنين تحت حماية الجيش الاسرائيلي مع استحالة حل سياسي أو حكومة وحدة وطنية، وهذا هو الوضع الذي يواجه الفلسطينيون، فالمشكلة الرئيسية أنه ليس بإمكان إسرائيل محو غزة لكنها لا تستطيع قتل القضية الفلسطينية.
وشدد على أن السبيل الوحيد هو تفعيل عملية السلام وهدوء الوضع وإبرام صفقة تبادل للأسرى ووقف العنف عبر المسار السلمي، مؤكدا أن الفلسطيني لن يسمح بطرده من أرضه فالمخرج الوحيد هو التوقف عن منح إسرائيل ضوء اخضر، داعيا لضرورة العودة للمسار التفاوضي ورفع الحصار عن غزة والضفة وأن تقام دولتين ويجب أن تدرك إسرائيل أن السلام لن يتحقق حتي يغيروا مسارهم بشكل جذري.