تقريرأعدة / أحمد رمضان
شهدت مياه البحر الأحمر الأيام الماضية تدريبات شاركت فيها قوات البحرية الإسرائيلية والإماراتية والبحرينية لأول مرة لتنفيذ عمليات أمنية مشتركة مع سفينة حربية أمريكية.
جاء ذلك في أعقاب مناورة حربية في قاعدة جوية، الشهر الماضي، في صحراء تقع شمال مدينة إيلات الساحلية الإسرائيلية، والتي شهدت تحليق طائرات مقاتلة من إسرائيل وسبع دول أخرى.
وتهدف مثل هذه التدريبات إلى إرسال تحذير قوي إلى إيران، التي أجرت بدورها مؤخرا مناورات عسكرية كبيرة خاصة بها، فضلا عن التأكيد على التحالفات الاستراتيجية للأطراف.
بيد أن التدريبات تأتي في وقت يشعر فيه كثيرون في إسرائيل بقلق مما إذا كانت هذه الدولة الصغيرة قد تشعر قريبا بأنها مضطرة للعمل بمفردها لتنفيذ هجوم عسكري يستهدف برنامج إيران النووي.وكانت الحكومة الإسرائيلية قد خصصت 1.5 مليار دولار لإعداد القوات المسلحة لتنفيذ ضربة محتملة ضد مواقع نووية إيرانية، كما يطلق القادة السياسيون والعسكريون تحذيرات شبه يومية وفى إستطلاع لآراء كبار مراقبي إيران ومحلليها بشأن ما قد يحدث.
قال مسؤول أمني إسرائيلي فى تصريحات سرية : “لا مصلحة لإسرائيل في حرب مع إيران، لكننا لن نسمح لها بامتلاك أسلحة نووية”.
وأضاف: “في ظل تقدم إيران في برنامجها النووي فإننا نستعد لجميع الخيارات والسيناريوهات بما في ذلك القدرة العسكرية”.
تجدد المخاوف بعد إعلان إيران إنتاجها لليورتنيوم المخصب
جاء الإحتدام في وقت من المقرر فيه استئناف المحادثات بين إيران وخمس قوى عالمية (بالإضافة إلى الولايات المتحدة بشكل غير مباشر) بغية إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، في العاصمة النمساوية فيينا في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وكانت خطة العمل المشتركة الشاملة قد حدت من أنشطة إيران النووية، ودفعت طهران إلى فتح منشآتها أمام عمليات تفتيش مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية عنها، وعلى الرغم من ذلك انسحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، منها في عام 2018 بموافقة إسرائيل.
وفي الوقت الذي تحدد فيه موعد إجراء جولة جديدة من المحادثات، أعلنت إيران أنها أنتجت 25 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60 في المئة، وهي نسبة أقل بقليل من النسبة المطلوبة لصنع قنبلة نووية، وأكثر من 210 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة.
وبينما تصر طهران على أن نواياها طيبة، أشار خبراء إيرانيون أيضا إلى أن مثل هذه الكميات من اليورانيوم عالي التخصيب كانت في السابق لا تمتلكها إلا الدول المسلحة نوويا فقط.
ويقول المسؤول الأمني الإسرائيلي: “الإيرانيون اليوم أقرب إلى إنتاج مواد انشطارية للأسلحة النووية أكثر من أي وقت سابق”، وهذه الحقيقة لها تداعيات أمنية كبيرة على إسرائيل.
وتقّدر مؤسسة الدفاع الإسرائيلية أنه إذا قررت إيران عمل ذلك، فبإمكانها الآن تجميع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج سلاح نووي واحد في غضون شهر.