الأميرة والملكة نفرتيتي”

343

 

 

 

قلم/فارس حسني
امين عام نقابة السياحيين مصر

 

 

سيدة اعتلت عرش مصر “نفرتيتي” زوجة اخناتون وبنت الملك الميتاني التي اثرت في المسار الفكري والعقائدي في مصر القديمة حيث من المعتقد ان ظهور اله” شمس “في الحياة الدينية احد المؤثرات الاساسية لهذ التقارب بين الحضارتين.
اخناتون ونفرتيتي واله الشمس
نقلت على اثرها العاصمة الفرعونية الى “تحت-ئاتون” وقد ولدت نفرتيتي ست بنات وهذه السيدة الجميلة اقام الالمان متحفا خاصا باسمها فيها العديد من اثار مصر القديمة ونفائس يبقى المرء مندهشا الى ذلك الحس الابداعي للفنان المصري وفنان النوبة وكيف انه ترك لنا كل تلك الانجازات الرائعة وفنون لا نزال لا نعرف اسرارها كالتحنيط والمومياء والوان الرسومات والصور والزخارف وتبقى “نفرتيتي” اي “تادو هيباي ميتاني” احد اسرار وخفايا التاريخ رغم ان هناك من الاثاريين يؤكدون اصولها الميتانية ومن جبال وربى كوردستان وقد وجد العديد من الرسائل في تل العمارنة تؤكد ما اجتمع عليه علماء الاثار وهي على الاكثر تنتمي الى منطقة بين مدينة كركوك الحالية ومدينة اورفا “الرها” حيث عثر على اثار مهمة ووثائق في منطقة “نوزي” القريبة من كركوك وربما ليس ذلك ببعيد وخاصة ان الزيجات في التاريخ قد قدم العديد من الحسنات والخدمات للانسانية في تقريب وجهات نظر الاقوام المختلفة والمساعدة في سواد الوئام و السلم بين الشعوب والتسامح والحوار الحضاري الانساني وهنا يجدر الاشارة الى ان منطقة كرميان في كوردستان قد انفردت بخاصية الزيجات والتقارب بين وعبر الثقافات المتباينة من شعوب المنطقة فتولد في رحم تلك المنطقة الطيبة شعراء وادباء وفانون يدعون الى التسامح والمحبة بين مختلف الشعوب لكونهم في واقع الامر خليط من تلك الاقوام والعقائد المختلفة فهناك العديد من التاثيرات الفكرية الكوردية في مصر لا تزال اثارها باقية وربما نضرب اسم شاعر وامير شعراء العرب “احمد شوقي” مثالا ساطعا لدور المثقف الكوردي في التقريب بين الشعوب ولا بد ان نعلم ان الكورد كانوا ولا يزالون جزء من المجتمع المصري وشاركوا في الحياة الاجتماعية والفنية والسياسية والفكرية المصرية وعبر التاريخ وخاصة ايام القائد الكوردي صلاح الدين الايوبي.
وتعتبر نفرتيتي مثالا لتلك الزيجات السياسية التي سار عليها العديد من ملوك امبراطوريات العالم ولحد يومنا هذا حيث جرت القاليد الملكية ان يقوم الملك بالزواج السياسي او التوجه الى الشعوب الاخرى للزواج على اعتبار ان مؤسسة الملكية تعني الابوة والملك هو الاب الروحي للشعب لا يتزوج من ابنائه وقد كانت الزيجات سابقا يعتمد على الطبقة الملكية وحدها ويقتصر احيانا على اولاد املوك والامراء ولكن تطور الامور لاحقا ادى الى ظهور زيجات مع العامة وربما فقد العديدون حقهم في كرسي العرش كما حصل في بريطانيا . تلك الزيجات عمليه حوار حضاري يبعد شبح الحرب والنزاعات بين الشعوب وتعتبر الاميرة الميدية الكردية والملكة البابلية ئوميت كمثيلتها الاميرة نفرتيتي التي بنى لها ملك بابل الجنائن المعلقة في بابل احدى عجائب الدنيا “حدائق سمير اميس” كي يترك الهم والياس والكدر نفسها وروحها حين تشتاق لربى وجبال ووديان بلادها فترى في تلك الجنائن ما يسليها.
.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق