حياه مزدحمة بلا معنى

182

حياتنا حياة مزدحمة بلا معنى
بقلم الكاتب الصحفي/ ربيع فريد

عزلة اجتماعية وإنشغال بلا فائدة وهمجية اطفال وأيضاً
تقصير بحق القرابة وانعدام المواهب وندرة القرّاء
وتقليد أعمى وإسراف وتبذير وبذخ بالعيش

أهل لا يتحدثون مع أبنائهم .
أبناء لا يطيقون الحديث مع أهاليهم .
انفتاح مفرط لم نتخيله في بلادنا

كل ذلك وأكثر
جاءتنا من الأجهزة الذكية المتبلده
جعلتنا نحن البشر أغبياء

عندما يأتي الأب
بجهاز لفلذة كبده الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره هذه هي المصيبة

عندما تكون فتاة في السادس ابتدائي
وتملك جوال ولديها جميع برامج التواصل الاجتماعي
فقد ضاعت…
وانت من اجرمت في حقها
فهي على اطلاع على كل ما تتخيله وما لا تتخيله.

اذا لم يملك طفلك جهاز
فليس محروماً
بل أنت قد منحته الحياة الصحيحة

أيتها الأم .
انشغالك عن أطفالك بجهازك
سيأتي اليوم الذي تندمين على طفولتهم التي لم تستمتعي بها
لم تستمتعي باللعب معهم
أو منحهم حنانك أو علمتيهم كيف يكونوا أشخاصاً مميزين .

هل طفلك يقرأ الكتب
هل له موهبة غير ألعاب الفيديو
هل أنتِ تتحدثين معه كثيرا .

انعدمت هذه الصفات في أمهات هذا الجيل

ماذا سيتذكر أطفالنا منا
غير أننا كنّا على الأجهزة ونصرخ فيهم وحياة فوضوية وقطيعة رحم
حياتنا مأساوية بالرغم من النعم العظيمة
لم نستثمر الأجهزة الاستثمار الصحيح بحياتنا
بل جعلناها نقمة وجحيم علينا

شبابنا
أصبح أقصى طموحهم امتلاك جهاز فاخر وعدد أصحاب افتراضين أكثر
سبعون بالمئة من أصحابنا بهذه البرامج لا نعرفهم أو لم نرهم

تركنا من هم أحق بالصحبة
الوالدين
والأخوة
والارحام
والجيران
وأصدقاء الدراسة
ومن علمونا

فلنصحوا ونفيق من غيبوبتنا التي طالت لسنين وتفاقمت عواقبها لتصل الى أبنائنا وأعراضنا

لا أقول ألغوا أجهزتكم
مع أني أتمنى ان تكون هذه الأجهزه كابوسا وينتهي ..
ولكن أرجعوا لحياتكم وأبنائكم وأسركم
ولا تحرموا أنفسكم هذه النعم العظيمة

حددوا أوقاتا معينة لها
واستثمروا حياتكم فيما ينفعكم
أرشِدوا أبناءكم وزوروا أحبابكم وارحامكم
وألعبوا مع أطفالكم
وربوهم التربية الصالحة.
كي لا تندموا
وتذهب حياتكم هباء

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق