جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي نظمت جلسة وزارية خاصة للإعلان عن منصة الابتكار للتنمية الزراعية الصحراوية (IDFS)

مريم المهيري: إعلان أبوظبي لمنصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية (IDFS) يساهم بتعزيز الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي

439

 

كتبت/ رودينا عسل

 

افتتحت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، الجلسة الوزارية الخاصة بإطلاق منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية (IDFS) لتعزيز الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي، التي نظمتها الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة بالإمارات، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA) والمجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية (CGIAR) وذلك يومي 14 و15 مارس 2022 على هامش أعمال المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر. بحضور الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة والدكتور علي أبو السبع مدير عام (ايكاردا) والسيد ألوين جراينجر جونز، المدير الإداري للأنظمة المؤسسية وللاستراتيجية لمجموعة CGIAR وبمشاركة (11) من وزراء الزراعة العرب إلى جانب مديري المنظمات الإقليمية والدولية ووفود من النُظم الوطنية للبحوث الزراعية الإقليمية.

وأكدت معالي مريم المهيري في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية على أهمية إعلان ابوظبي حول إطلاق “منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية” (IDFS)، أن هذه المنصة سوف تساهم في تعزيز الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي مع الأخذ بعين الاعتبار رفع وتيرة نقل وتبني التقانات الحديثة والابتكارات الرائدة من أجل إحداث تغيير جذري في الزراعة الصحراوية لتحقيق التنمية المستدامة. حيث تشكل الأراضي الصحراوية حوالي 70% من المساحة الكلية لغرب آسيا وشمال إفريقيا، وهي منطقة معرضة بشدة لتزايد الحرارة والآفات وأمراض النباتات بسبب تغير المناخ والآثار الجانبية لأزمه التصحر وتآكل التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي، الإفراط في استخدام المياه، والانبعاثات من الزراعة نفسها. تزيد هذه الآثار من تهميش صغار المزارعين في المنطقة، الذين يعانون بالفعل من تربة فقيرة، وملوحة المياه، وانخفاض هطول الأمطار، ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، وعدم كفاية الوصول إلى أسواق المدخلات والمخرجات والخدمات الزراعية.

وأشار الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي إلى أهمية إطلاق إعلان ابوظبي الخاص بمنصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية (IDFS) من أجل تعزيز الأمن الغذائي والمائي تحت ظروف التغير المناخي، حيث يوفر إنتاج نخيل التمر الأمن الغذائي والتغذية المنزلية وفرص العمل لآلاف المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في المناطق الجافة. ومع ذلك، فإن تغير المناخ والآفات وسلاسل القيمة الهشة تحد بشكل كبير من تنمية القطاع. لذا تعتمد منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية (IDFS) على الأساس القوي لنخيل التمر لتقديم ابتكار فوري في تحسين استخدام المياه، وتوسيع نطاق ابتكارات مكافحة الآفات والتلقيح التي أثبتت جدواها، وتحسين الموارد الوراثية، وزيادة تنافسية الأسواق والأعمال الزراعية. بالإضافة الى أن منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية (IDFS) تعتمد على مجموعة من الأسس الراسخة مثل تحسين إدارة المياه، وتطوير المحاصيل الذكية مناخيًا، ونظم المحاصيل والثروة الحيوانية المتكاملة، والجهود المبذولة للحد من التصحر مع تعزيز الصناعات الأساسية مثل إنتاج نخيل التمر. يعمل أيضًا مشروع نخيل التمر الممول من مجلس التعاون الخليجي (GCC) والذي تديره (ايكاردا) كإطار عمل قوي يمكن بناء المنصة عليه.

من جهته فقد أشار معالي الدكتور علي أبو السبع مدير عام المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) إلى أهمية الدور الذي سوف تلعبه هذه المنصة كمحور للجهود الإقليمية لتوفير ابتكارات جديدة وجريئة ومدفوعة بالطلب وتكنولوجيا متطورة لتحقيق الأمن الغذائي والبيئي في مواجهة التحديات المترابطة والمعقدة، وقبل كل شيء، أزمة المناخ.. تعتمد المنصة على الأسس الراسخة مثل تحسين إدارة المياه، وتطوير المحاصيل الذكية مناخيًا، ونظم المحاصيل والثروة الحيوانية المتكاملة، والجهود المبذولة للحد من التصحر مع تعزيز الصناعات الأساسية مثل إنتاج نخيل التمر، كما أنها ستسرع من اكمال الإنجازات الابتكارية التكنولوجية في إنتاجية المياه والتربة واعتماد تكنولوجيا المعلومات المبتكرة والذكاء الاصطناعي والإدارة المتكاملة للآفات وخدمات الإرشاد الرقمي.
كما قدم السيد ألوين جراينجر جونز، المدير الإداري للأنظمة المؤسسية وللاستراتيجية لمجموعة (CGIAR) الجديد من الابتكارات العالمية في مجال البحوث والتنمية الزراعية والنموذج التشغيلي المبسط للمنظمة خلال الحدث. أوضح السيد جونز أن تحول (One CGIAR) يهدف إلى تقديم البحوث من أجل التنمية على نطاق واسع. وأضاف أن منصة الابتكار المتكاملة للزراعة الصحراوية ستفتح صفحة جديدة من التعاون الدولي والإقليمي والمعرفة وتبادل المعرفة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تسريع الابتكارات الزراعية على طول سلاسل القيمة الزراعية.

يعتبر إعلان أبوظبي عن منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية (IDFS) فرصة عظيمة لتسريع تبني التقنيات المتكيفة مع المناخ والابتكارات الرائدة والمعرفة لتحقيق الاستدامة في الزراعة الصحراوية. وستصل الابتكارات إلى المجتمعات الزراعية من خلال منصة (IDFS)، والتي ستوفر ابتكارات وتقنيات مدفوعة بالطلب لتعزيز الاقتصادات الزراعية في البلدان الشريكة، حيث تشكل الأراضي الصحراوية حوالي 70% من المساحة الكلية لمنطقة شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، وتكمن في واحاتها الخصبة وبواديها الشاسعة موارد طبيعية هامة غير متجددة وطاقات كامنة من الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والتي يمكن أن تكون قاعدة صلبة لإنتاج زراعي مستدام في ظل التغير المناخي. كما تنتشر في بيئتها مجتمعات نباتية وحيوانية مُتكيفة مثل شجرة نخيل التمر بالإضافة الى المحاصيل الغذائية والعلفية التي تنمو بالواحات. وكما في كل البيئات هناك تحديات جمة يجب التعامل معها بالعلم والابتكار مثل فقر التربة وملوحة المياه وشدة الحرارة وقلة الأمطار والعواصف الرملية. وتعتبر بلدان غرب آسيا وشمال إفريقيا (WANA) ذات النظم البيئية الصحراوية الجافة والهشة معرضة بشكل فريد لأزمة المناخ. يهدد ارتفاع درجات الحرارة وتزايد ندرة المياه بتدمير القطاعات الزراعية الحيوية في المنطقة – والتأثير على التماسك الاجتماعي للمجتمعات الزراعية التي تعتمد عليها. ناقشت الجلسة سبل مواجهة هذه التحديات من خلال إنشاء أول منصة متكاملة للزراعة الصحراوية في العالم (IDFS) وهو مركز أبحاث جديد مخصص للتعاون في الابتكار العلمي وتطوير أنظمة غذائية متكيفة مع المناخ تكون قادرة على الصمود في ظل تحديات القرن الحادي والعشرين.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق