هنا المنصورية

597

بقلم/ محمدصبحى ابوحسين

فى هذه الأيام المباركات ، ينشغل العالم بمتابعة و مشاهدة بطولة كأس العالم لكرة القدم ، والتي تضم ٣٢ منتخب من أنحاء المعمورة وعلى مستوى قارات العالم السبعة ، و هم آسيا ،أفريقيا، أمريكا الشمالية ، أمريكا الجنوبية، القارة القطبية الجنوبية ، أوروبا ، أستراليا ، وهنا تجمع ثقافات العالم فى مكان واحد ، وكلا يريد أن يفرض ثقافته على الآخر ، حتى لو ثقافته دون المستوى الاخلاقي بدعوى التحضر والرقي ، و الأخر يريد أن يعرف ثقافة بلده بأنها هى التي تحترم ، العادات والتقاليد ، والأعراف الدولية ، نتعارف نعم ، لكن بدون فرض ثقافتك اللا أخلاقية المتدنية ، مثل شرب الخمور ، ودعم أصحاب الاعلام الملونة ، فهل هذه ثقافة ، أم هذه هى حضاراتكم الموقرة

ثم تم صدور أول نسخة لكأس العالم فى عام ١٩٣٠ م ، حيث يبلغ ارتفاعه ٣٥ سم ، ووزنه ٣,٨ كجم ، وقد تم تصميم الكأس على تمثال مجنح للإله نايك ، وهو إله النصر في اليونان أنذاك ، وتم سرقة هذه النسخة من قبل ، ولكن مع الأصرار تم إعادة تصميم نسخة أخرى فى عام ١٩٧٠م ، ويقدر ثمنه بمبلغ حوالى ٢٠ مليون دولار ، ويزن ٦,١ كجم إرتفاع ٣٦,٨ سم ، والكل يتسارع و يلهث وراء الساحرة المستديرة الكروية الشكل ، التي قد يصل وزنها إلى ٤٥٠ جرام ، المصنوعة من الجلد ، وهى كرة القدم التى شغلت عقول وقلوب العالم ، وحيرت كثير من عشاقها بشكل غير طبيعي ، لكي ينال المنتخب الفائز بلقب أبطال كأس العالم لكرة القدم ، التي أبكت شعوبا حزنا على خسارة فريقها ، وأبكت شعوبا آخرى فرحا بفوز فريقها ، ويتشاجر المشجعون والمتعصبون ، لفوز فريق كذا وخسارة فريق كذا ، وكل هذا ما هى إلا فرحة معنوية مؤقتة زائلة ، أو حزن بسيط لا يدوم ابدا ، فالفائز الحقيقي هم الاعبون الذين يحصدون ، الميداليات و الدولارات ، و الباقون يتألمون من وعاء السفر وثمن تذاكر المباريات ، وكل هذا من أجل حفنة بسيطة جدا من الأموال للمنتخبات الفائزة ، ويطلق عليهم أسماء ما أنزل الله بها من سلطان ، مثل النجوم ،الأبطال ، صناع التاريخ والمجد ، الأساطير ، وخلافة من الأسماء البراقة المؤقتة ، ومع هذا نحن لسنا ضد الرياضة ، فهى مؤسسة كاملة ، ولكن بضوابط أدبية وأخلاقية تسمح للجميع بالإستمتاع ، وعدم خدش الحياء ، وعدم فرض ثقافات غربية عجيبة ، على العالم الإسلامي و المشرق العربي بأثره ، فنحن لنا ديننا وثقافاتنا ، ونحن نحترم الآخرين

وبعد كل هذا الزخم والوهم ، الذي يتعايش فيه العالم ، من مشرقه إلى مغربه ، ومن شماله إلى جنوبيه ، يشرق علينا من نور الصباح ، شعاع يضيئ نورا متوهجا فى القلوب ، هم فيتة أمنوا بربهم وزدناهم هدى ، يتنافسون فى حلقات العلم والذكر ، لكي يصلوا إلى الأدوار النهائية ، للفوز بلقب بطل ، ونجم ، فى حفظ القرآن الكريم ، ويحمل فى قلبه أكبر جائزة فى الدنيا كلها ، وهو الفوز بخيري الدنيا والآخرة ، ونشر المحبة والسلام ، والفضائل الكريمة ، والحلال والحرام ، و تعريف العلوم الدينية والدنيوية ، وكل ما يخص البشرية ، ومنذ عام ١٤٤٤ هجريا نزل القرآن الكريم ، على سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ، وهى نسخة واحدة لم تتغير ، ولم تتبدل ، ولم تتم سرقاتها ، حقا لا تبديل لكلمات الله ، ويفوز الحافظ لكتاب الله فوزا عظيما ، فى الدنيا والآخرة ، وهنيئا لهم بهذا الفوز العظيم

إن الله سبحانه وتعالى يكرم والدي حافظ القرآن ، ويعلي من قدرهما ، ويرفع منزلتهما ، مما يشير إلى إكرام حافظ القرآن وفضله ، حتى إن والديه ينتفعان بحفظه ، ويعلو قدرهما ببركة ما حفظ من كتاب الله
فعن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه – رضي الله عنه- قال إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا».

وفي هذا اليوم المبارك من الجمعة البيضاء ، ٨ جمادى الأولى لعام ١٤٤٤ هجريا ، الموافق ٢ ديسمبر ٢٠٢٢ م ، يحتفل مركز الخلفاء الراشدين ، كما عودنا من قبل ، من إبداع فى تصميم الفقرات الفنية المتنوعة ، و الإسكتشات الهادفة المبهرة للحاضرين ، بمواهب ونجوم متألقة ، فى حفظ القرآن الكريم ، وتعليم الأجيال القادمة فهم وعلم علوم القرآن الكريم ، والوصول للمركز الأول فى حفظ كلمات المولى عزوجل ، فهم الأبطال ، وهم النجوم ، وهم من يرشدون الناس إلى فهم الحياة ، بطريقة آمنة وسليمة ، فى إتباع ما أحل الله وما حرمه ، ما أروعه من حفل ، فى فن الإعداد و التنظيم ، كيفية تقديم الجوائز إلى الفائزين ، بطريقة تدخل البهجة والسرور ، فى قلوبهم قبل وجوههم ، اسعدوا الحاضرين جميعا بتحفة الحفل الرائع والمبدع ، فالكل سعيد و مسرور ، لما صنعتموه من روعة الأحتفاء بهؤلاء النخبة المميزة ، من الشباب والفتيات ، والأمهات الحاملات لكتاب المولى عزوجل

مركز الخلفاء الراشدين ، أنتم لكم فى القلب ودا ، وعلى الرأس تاجا ، ولكم كل الأحترام ، وجزاكم أهل خير الجزاء ، و القائمين على هذا الصرح العظيم دكتور/ Abd Alwahed خير من أنجبت المنصورية وفضيلة الشيخ/ محمد بن عتيق ، وجميع الأبطال العاملين بالمركز من المعلمين والمشرفين ، والمعلمات والمشرفات ، وكل من يكون تحت مظلة وراية ، مركز الخلفاء الراشدين لتعليم القرآن الكريم بالمنصورية ، شرفتونا ، امتعتونا ، اسعدتمونا ، ونرجوا من الله أن يسدد خطاكم ، وأن تبهروا الجميع بمزيد من النجاح ، والأفكار ، والإبداع ، فى القادم إن شاء الله ، أهل القرآن وخاصته فلكم فى القلب حبا و ودا ، ولكم كل الدعم المعنوي والإعلامي ، فأنتم تاج وقار على رؤوسنا جميعا ، اسعدكم الله وأثابكم وزادكم من فضله وكرمه ، وفى ذلك فليتافس المتنافسون ، فى جميع أنواع أعمال الخير والبر
لكم مني كل الشكر والتقدير والاحترام
… دمتم فى أمان الله

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق