بقلم / محمد أدم الصعيدى
لم تنفك من ذهنى زيارتى الأخيرة والقصيرة إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 حتى لحظات كتابتى لهذة الكلمات التى حاولت فيها جاهدا على قدر المستطاع أن أكون داعما ولو بكلمة تجاه بريق الأمل والنور الذى أرساه الله «سبحانه وتعالى » بمصرنا مرددا قوله
{ والذى هو يطعمنى ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين }
فقد رأيت فى الزيارة قلوباً هشه كلما نظرت في اعينهم رايت الرضا يحفو ويمضي بين الصبر والامل
املً في الشفاء وفي زوال العناء متذكرا ديوا ن الشعر يابائع الصبر لاتشفق على الشارى & فدرهم الصبر يسوى الف دينار
خمس ارقام تراصت بجانب بعضها البعض _ صدفةً !
فى حساب مصرفي فأنشأت إسماً لصرحاً طبياً عظيم وبالمجان (57357)
ابهر هذا الصرح العظيم العالم بعطائه واهتمامه. وتنظيمه وانتظامه
فاحيا أملا بات ميتاً من شدة الألم وضخ نفساً يحيى به قلوب الغارقين
فأصبح منبراً العطاء ومنارة للشفاءفطريقه خير فقد كان أول المتبرعين له إمام الخواطر ومجدد الأعاصر الشيخ محمد متولي الشعراوي.
نبتت الفكره على يد الدكتور المحترم شريف أبو النجا كأول مستشفى لعلاج أورام الأطفال بمصر وبالمجان عام ١٩٩٩
وذلك بعد زيادة نسبة الأطفال المصابون بالمرض اللعين
كمٌ هائل من المرضي والموت يتبعهم مابين إهمال وقلة مال .
ففتحت بنوك الخير ( بنك مصر ، والبنك الأهلي المصري) حساب مصرفي للتبرعات
وساهمت بجزء كبير في في إنشاؤه علا لطفى ذكى الشهيرة بعلا غبور
المحاربة التي صارعت المرض وصارعها ولكنه انتصر في نهاية المطاف بعد صبر ومعاناة
فتحت مستشفى (57357) رسمياً عام ٢٠٠٧ بطاقه ٣٠ سريراً كمرحلة أولى حتى تصل إلى ٣٦٥ كما مخطط لها
فسكنت بجوار الحوراء أخت الحسن والحسين بنت بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم السيدة زينب على بن أبى طالب رضي اللَّه عنهما،ليصبح خيرا بجوار خير في جزء من أراضي طيبة مساحتها ١٦٩ الف م٢
ومازالت أعمال التطوير في مستشفى 57357 مستمرة وتعمل بشكل دائم مابين تطوير البنية التحتية للمستشفى وزيادة عدد الاسرّة والقدرة الاستيعابية للمستشفى وتوفير أجهزة ومعدات طبية وكوادر طبية لديها القدرة على العمل في مستشفى 57357 وعلى جانب آخر ليس أقل أهمية من البنية التحتية والقدرة الاستيعابية وهو تطوير الجانب العلمي والتعاونى مع مراكز محاربة السرطان ذلك المرض الملعون والحفاظ على نسب الشفاء مرتفعة
ليثبت القائمين عليه للعالم انهم قادرون بعقولهم وجهدهم وعرقهم الحفاظ على صحة وأمن وسلامة أبناء هذا الوطن المعطاء
اُناس ضحوا بوقتهم ومتعتهم وأموالهم وذهبوا ينبشوا في الخير، اُناس ترى الأمل ينبع من قلوبهم فى كلمات والبر والخير حرفتهم .انتقدوهم ليحبطوهم ليوقفوا قطار الخير ومنجاة الشفاء ومازادهم إلا إصرارا وعندا
فكيف يحبطون ويد الله معهم تسبقهم للخيرومن ذا الذي ماساء قط ومن له الحسنى فقط.
هذا غيض من فيض ألم وزهرة أمل من بستان فرح
اكتفيت بما كتبت ولم افض ولا اسهب في الحديث كى لا اطيل فخيره ماقل ودل ولتكن كلمتى الأخيرة دعوة للجميع بأن يذهبوا إلى 57357 ليروا بأنفسهم كيف أرتسمت الإبتسامة من جديد على وجوة أطفالنا وكيف عادت لهم الحياة بفضل من الله بعد أن كاد السرطان يسلبهم أياها ، ويشعروا بقيمة صدقة تمنع قدر وتنزع ألما ويدفع بها ثمن الأمل.